نزلت سورة قريش بعد سورة التين، ونزلت سورة التين فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة قريش في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) وتبلغ آياتها أربع آيات.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة الامتنان على قريش برحلة الشتاء والصيف للتجارة، وقد جعلوا ممّا جمعوا بها من المال سبب بطر، فلم يقوموا لله بحقه عليهم فيها، وبهذا يتصل سياق هذه السورة بسياق ما قبلها من السور، وتظهر المناسبة في ذكرها بعد سورة الفيل، فضلا عن أنها تتعلّق بقريش أيضا.
الامتنان على قريش برحلة الشتاء والصيف الآيات [١- ٤]
قال الله تعالى: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) ، فامتنّ عليهم بإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، وكانت رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام ثمّ أمرهم أن يعبدوا ربّ هذا البيت أي الكعبة: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤) .
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.