نزلت سورة يونس بعد سورة الإسراء، وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة، فتكون سورة يونس من السور التي نزلت بين الإسراء والهجرة، فهي سورة مكية من أواخر ما نزل من القرآن بمكّة.
وقد سمّيت بهذا الاسم لذكر قصة يونس فيها، وتبلغ آياتها تسعا ومائة آية.
[أهدافها الإجمالية]
موضوعات هذه السورة هي موضوعات السور المكّيّة الغالبة، وهي الجدل حول مسائل العقيدة والتوجيه إلى آيات الله الكونية، وسنن الله في الأرض، والعظة بالقرون الخوالي ومصائرها، وعرض بعض القصص من هذا الجانب الذي تبرز فيه العظة واللمسات الوجدانية، التي تنتقل بالإنسان من آيات الله في الكون إلى آياته في النفس، إلى مشاهد القيامة المؤثّرة، إلى قصص الماضين ومصائرهم، كأنها جميعا حاضرة معروضة للأنظار.
وهذه السورة تتضمن شيئا من هذا كله، وينتقل السياق فيها من غرض إلى غرض، بمناسبات ظاهرة أو خفيّة بين مقاطعها، ولكن جوهرها كلّه هو هذا الجوّ، حتّى ليصعب الفصل بين مقطع ومقطع فيها، في أغلب الأحيان.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.