نزلت سورة الجنّ بعد سورة الأعراف، وكان نزولها في رجوع النبي (ص) من الطائف وكان قد سافر إليها، ليدعو أهلها في السنة العاشرة من البعثة، فيكون نزول سورة الجن، فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أولها: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) وتبلغ آياتها ثماني وعشرين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة: ذكر قصة إيمان الجن، لما فيها من العظة والإنذار للمشركين وكذلك كان الغرض من ذكر قصة نوح (ع) في السورة السابقة، وهذا هو وجه المناسبة في ذكر هذه السورة بعدها.
قصة إيمان بعض الجن الآيات [١- ٢٨]
قال الله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) ، فذكر قصة إيمان بعض الجن في خمس عشرة آية منها ثم ذكر سبحانه أنه لو استقام المشركون على طريقة الإيمان، كما استقام من آمن من الجن لأسقاهم ماء غدقا وأن من يكفر به يسلكه عذابا صعدا
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.