للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزوجية، بصرف الزوج عن زوجته، واستمالته حتّى يهجر زوجته الأولى.

فكأنّ الثانية أفسدت عقد الزوجية بين الزوج، وزوجته الأولى «١» .

[الآية ٥] : وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥) والحسد انفعال نفسي، إزاء نعمة الله، على بعض عباده، مع تمنّي زوالها، وسواء أأتبع الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة، تحت تأثير الحقد والغيظ، أو وقف عند حد الانفعال النفسي فإنّ شرّا يمكن أن يعقب هذا الانفعال.

فإذا حسد الحاسد، ووجّه انفعالا نفسيا معيّنا إلى المحسود، فإنّ شرّا يمكن أن ينفذ إلى المحسود، من طريق العين أو النفس ونحن نستجير بالله ونستعيذ به، ونلجأ إلى رحمته وفضله، ليعيذنا من هذه الشرور، إجمالا وتفصيلا.

وقد روى البخاري بإسناده عن عائشة رضي الله عنها أن النبي (ص) ، كان إذا آوى إلى فراشه، كل ليلة، جمع كفّيه، ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. وهكذا رواه أصحاب السنن.

[مقصود سورة الفلق]

١- الالتجاء إلى الله، والتحصّن بقدرته من شرّ الخلق.

٢- ومن شرّ الظلام إذا انتشر، وغطّى الكون.

٣- ومن شرّ النساء الكيّادات، صاحبات الحيل، ومن شرّ أهل الفتنة والنميمة.

٤- ومن شرّ الحسود إذا وجّه كيده للحسد.


(١) . وفي الحديث: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صفحتها» . أي ينبغي على المرأة ألّا تطلب من الزوج طلاق زوجته لتحلّ محلها، وتأكل في إنائها، وتحتل مكانتها. ومن النساء من يحلو لهنّ إفساد ما بين الزوج وزوجته، أو خطف الرجل من امرأته، وهو كيد، نستعيذ بالله منه.