سورة القيامة سورة مكية، آياتها ٤٠ آية، نزلت بعد سورة القارعة.
هي سورة تتحدث عن القيامة، وعن النفس اللوّامة وتحشد على القلب البشري، من الحقائق والمؤثّرات، والصور والمشاهد، ما لا قبل له بمواجهته ولا التفلّت منه.
ومن تلك الحقائق الكبيرة، التي تحشدها السورة في مواجهة القلب البشري، حقيقة الموت القاسية الرهيبة، التي تواجه كلّ حي، وتتكرّر كلّ لحظة، ويواجهها الكبار والصغار، والأغنياء والفقراء والأقوياء والضعاف، ويقف الجميع منها موقفا واحدا، هو الاستسلام والخضوع لقدرة العلي القدير إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (٣٠) .
ومن تلك الحقائق، التي تعرضها السورة، حقيقة النشأة الأولى وأن من خلق الإنسان، من نطفة، قادر على أن يعيده مرة أخرى أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) .
ومن المشاهد المؤثرة، في السورة، مشهد القيامة، وقد وقف الجميع للحساب، وزاغت الأبصار، واشتدّ الهول، ولقي كل إنسان جزاءه: يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (٦) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) ...
إلخ.
ومن هذه المشاهد: مشهد المؤمنين المطمئنين إلى ربّهم، المتطلعين إلى وجهه الكريم، ومشهد الآخرين المقطوعي الصلة بالله:
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.