ثم قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فنهاهم عن دخول بيوت غير بيوتهم، إلّا بعد الاستعلام والسلام على أهلها، وأباح لهم أن يدخلوا البيوت التي لا تتّخذ للسكنى، من غير استئذان، إذا كان فيها متاع لهم.
حكم النظر الآيتان [٣٠- ٣١]
ثم قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (٣٠) ، فأمر الرجال بغضّ البصر عن النساء، وحفظ فروجهم وأمر النساء بغض البصر عن الرجال، وحفظ فروجهن ونهاهنّ أن يظهرن زينتهن إلا ما ظهر منها وأمرهنّ أن يضربن بخمرهن على جيوبهنّ ونهاهنّ أن يظهرن زينتهنّ إلا لبعولتهنّ، أو غيرهم ممن ذكرهم سبحانه، وأن يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ.
أحكام أخرى الآيات [٣٢- ٥٧]
ثم قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) فأمرهم بإنكاح من تأيّم منهم من الأحرار والحرائر، ومن كان فيه صلاح للنكاح من الغلمان والجواري وأمر من لا يجد مهرا، أن يصون نفسه حتى يغنيه وأمر بمكاتبة الأرقاء إن علموا فيهم خيرا ونهاهم عمّا كانوا يفعلونه من إكراه فتياتهم على البغاء.
ثم التفت السياق إلى التنويه بشأن القرآن، الذي نزل بمثل تلك الأحكام، بجعله نورا من الله تعالى أضاء به السماوات والأرض وذكر جلّ وعلا أنّ مثل نوره كمشكاة فيها مصباح موضوع في زجاجة، كأنها كوكب درّيّ، يوقد من زيتونة، يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار وذكر أنه يهدي لهذا النور من يشاء، من رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكره ثم ضرب مثلا لظلمة الكفر به، فذكر أنه كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، أو