فطرة واستعدادا، ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) ، حينما ينحرف بهذه الفطرة، عن الخطّ الذي هداه الله اليه، وبيّنه له.
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، فلهم أجر دائم غير مقطوع، ولا منقوص، ولا ممنون.
فمن يكذّبك بالدين بعد ظهور هذه الحقيقة؟ وبعد إدراك قيمة الإيمان في حياة البشرية؟
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨) :
أليس الله بأعدل العادلين، حينما يحكم في أمر الخلق على هذا النحو؟ أو أليست حكمة الله بالغة؟
والعدل واضح والحكمة بارزة، ومن ثم ورد في الحديث المرفوع: إذا قرأ أحدكم وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) فأتى آخرها: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨) ، فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
[مجمل ما تضمنته السورة]
أقسم الله تعالى، بأنه أحسن خلق الإنسان، فجعله منتصب القامة، متّسق الأعضاء والخواصّ، وقد يردّه إلى أرذل العمر، فيصير ضعيفا هرما.
أو أنه فطر الإنسان أحسن فطرة نفسا وبدنا وعقلا، إلّا أنه تمشّيا مع رغباته الأثيمة، ونزواته الشريرة انحطّت منزلة بعض أفراده، فصيّرهم الله الى منازل الخزي والهوان واستثنى الله تعالى من هذا المصير، أولئك الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير منقطع وأشارت السورة أيضا إلى أن الله تعالى هو أعدل الحاكمين، وأعلى المدبّرين حكما.