(٢) . أقول: ومن المناسبة بين التين والعلق: (أ) انه تعالى لما قال في آخر التين: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨) بيّن، في أول العلق، أنه تعالى مصدر علم العباد بحكمته. فبيّن أنه سبحانه: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) . وصدّر ذلك بالأمر بالقراءة، واستفتاحها باسمه دائما، لتكون للإنسان عونا على كمال العلم بحكمة أحكم الحاكمين. (ب) لمّا ذكر في التين خلق الإنسان في أحسن تقويم، وردّه إلى أسفل سافلين. بيّن في العلق تفصيل الحالين وأسبابهما من أوّل قوله تعالى: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) . الى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (١٤) .