فإن قيل: ميزان القيامة واحد، فلم قال تعالى: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ [الآية ٨] ووَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ [الآية ٩] ؟
قلنا: إنما جمع، لأنّ السّياق أراد بالميزان الموزونات من الأعمال. وقيل إنما جمعه، لأنه ميزان يقوم مقام موازين، ويفيد فائدتها، لأنه يوزن به ذرّات الأعمال، وما كان منها في عظم الجبال.
فإن قيل: كيف توزن الأعمال وهي أعراض لا ثقل لها ولا جسم، والوزن من خواص الأجسام؟
قلنا: الموزون صحائف الأعمال.
الثاني أنه قد ورد أن الله تعالى يحيلها
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» لمحمد بن أبي بكر الرازي، الناشر: مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.