نزلت سورة النمل بعد سورة الشعراء، ونزلت سورة الشعراء فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة النمل في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لورود اسم النمل في قوله تعالى في الآية ١٨ منها: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ، وتبلغ آياتها ثلاثا وتسعين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة التنويه بشأن القرآن أيضا، ولهذا ذكرت بعد السورة السابقة، لأنها تشبهها في غرضها، وقد جاء أوّلها في بيان ما فيه من الهداية والبشارة للمؤمنين، والترهيب للكافرين ثم انتقل السّياق منه إلى الترغيب والترهيب بذكر بعض قصص الأنبياء والصالحين، ثم انتقل منهما إلى التنويه بشأنها وشأن أصحابها، والموازنة بين من ينزّل مثلها وبين آلهتهم في عجزها وضعفها، إلى غير هذا مما ختمت به هذه السورة.
التنويه بشأن القرآن الآيات [١- ٦]
قال الله تعالى: طس تِلْكَ آياتُ
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.