نزلت سورة الطلاق بعد سورة الإنسان. ونزلت سورة الإنسان بعد سورة الرحمن، ونزلت سورة الرحمن فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك.
فيكون نزول سورة الطلاق في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ [الآية ١] وتبلغ آياتها اثنتي عشرة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السّورة بيان أحكام الطلاق والعدّة، وكان المشركون يأخذون في ذلك بشرائع جائرة في حقّ النّساء، فنزلت هذه السّورة بإنصافهنّ في طلاقهنّ وعدّتهنّ، وتحذير المشركين من الإصرار على شرائعهم الجائرة في هذا وغيره وبهذا يكون سياق هذه السّورة قريبا من سياق السّور السّابقة، وتظهر المناسبة في ذكرها بعد سورة التغابن.
حكم الطلاق والعدة الآيات [١- ١٢]
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.