(٢) . وادي النمل: الذي خاطب سليمان (ع) النمل فيه، قيل: هو بين جيرين وعسقلان، كما في «معجم البلدان» ٥: ١٩٧. (٣) . ونقل هذه القصة الزمخشري في «الكشاف» ٣: ١٣٧، وعلق عليها ابن المنير السّكندري في كتابه «الانتصاف من الكشّاف» قائلا: «لا أدري العجب منه أم من أبي حنيفة أن يثبت ذلك عنه وذلك أن النملة كالحمامة والشاة، تقع على الذكر وعلى الأنثى لأنه اسم جنس، يقال نملة ذكر، ونملة أنثى، كما يقولون: حمامة ذكر وحمامة أنثى، وشاة ذكر، وشاة أنثى. فلفظها مؤنث ومعناه محتمل فيمكن أن تؤنث لأجل لفظها وإن كانت واقعة على ذكر، بل هذا الفصيح المستعمل. ألا ترى الى قوله عليه الصلاة والسلام، «لا تضحي بعوراء ولا عجفاء ولا عمياء» كيف أخرج هذه الصفات على اللفظ مؤنثة ولا يعني الإناث من الأنعام خاصة، فحينئذ قوله تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ روعي فيه تأنيث اللفظ. وأما المعنى فيحتمل على حد سواء، إنما أطلت في هذا وإن كان لا يتمشّى عليه حكم، لأنه نسبه إلى الامام أبي حنيفة على بصيرته باللغة. ثم جعل هذا الجواب معجبا لنعمان- أبي حنيفة- على غزارة علمة وتبصره بالمنقولات. ثم قرر الكلام على ما هو عليه مصونا له، فيا لله العجب العجاب والله الموفق للصواب» .