نزلت سورة الانفطار بعد سورة النازعات، ونزلت سورة النازعات بعد الإسراء، وقبيل الهجرة فيكون نزول سورة الانفطار في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وتبلغ آياتها تسع عشرة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إثبات الحساب على الأعمال، وما يتبع هذا من ثواب وعقاب فيكون الغرض المقصود منها هو الغرض المقصود من سورة التكوير، وهذا هو وجه المناسبة بين السورتين.
إثبات الحساب على الأعمال الآيات [١- ١٩]
ذكر تعالى أنّه، إذا حصل انفطار السماء وما ذكر بعده، تعلم كل نفس ما قدمت وأخرت من أعمالها، فتثاب أو تعاقب عليه ثم نادى الإنسان ما غرّه بكرمه، وجرّأه على معصيته، وهو الذي خلقه، فسوّاه فعدله، فركّبه في أحسن صورة، ثمّ زجره عن غروره وذكر سبحانه أنّ هذا الإنسان يكذّب بالحساب، مع أن عليه حافظين يكتبون ما يعمله وأنه جلّ شأنه سيجازي الأبرار بالنعيم، والفجّار بالجحيم ثم
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.