نزلت سورة سبأ بعد سورة لقمان، ونزلت سورة لقمان بين الإسراء والهجرة، فيكون نزول سورة سبأ في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود قصة أهل سبأ فيها. وكانت سبأ مدينة من المدن القديمة في اليمن، وكانت عاصمة دولة قديمة به، وقد خربت عند انهيار سدّ مأرب بسبب سيل العرم، وتبلغ آياتها أربعا وخمسين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إثبات يوم الساعة، وكانوا قد تساءلوا عنه في آخر السورة السابقة سؤال استهزاء: يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (٦٣)[الأحزاب] ، ولهذا ذكرت هذه السورة بعد السورة السابقة، وقد افتتحت بحمد الله تمهيدا لذكر اعتراضاتهم على ذلك اليوم ثمّ دار الكلام فيها على ذكر الاعتراض والجواب عنه، إلى أن ختمت بإثبات عنادهم ومكابرتهم.
الاعتراض الأول على يوم القيامة الآيات [١- ٦]
قال الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١)
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.