وكلّ منها يهزّ القلب هزّا، فمحمّد (ص) لم يسألهم أجرا بل أجره على الله، ومحمّد (ص) مؤيّد بالحقّ، والحقّ غالب والباطل مغلوب.
ثم تلطّف في وعظهم، فذكر سبحانه أنّ محمدا (ص) إن ضلّ فضلاله إنّما يعود عليه وحده، وإن اهتدى فبهدي الله له ثم بيّن سوء حالهم إذا فزعوا يوم القيامة إلى ربّهم، فلا يكون لهم فوت منه ولا مهرب وذكر أنّهم يؤمنون به في ذلك الوقت، فلا ينفعهم إيمانهم وتختم السورة بمشهد هؤلاء الكفّار، وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون من الإيمان في غير موعده، والإفلات من العذاب، والنّجاة من أهوال القيامة، كما فعل أشياعهم من كفرة الأمم الّتي قبلهم، إنهم كانوا في شكّ موقع في الارتياب.
وهكذا تختم السورة بمشهد يثبت قضيّة البعث والجزاء، وهي القضيّة الّتي ظهرت خلال السورة، من بدايتها، قال تعالى: