نزلت سورة «الرحمن» بعد سورة «الرعد» ، ونزلت سورة «الرعد» ، فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك، فيكون نزول سورة «الرحمن» في ذلك التاريخ أيضا. وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لافتتاحها به في قوله تعالى: الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٩٩ (٢) وتبلغ آياتها ثماني وسبعين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة، الدعوة إلى الله تعالى، بطريق الترغيب، وذلك بتعداد نعمه على عباده، وقد أخذ المشركون في السورة السابقة، بطريق الإنذار والترهيب، فأخذوا في هذه السورة بطريق الترغيب، تفنّنا في السياق، وتجديدا لنشاط السامع، على أنها لم تخل مع هذا من الأخذ بالترهيب أيضا.
تعداد نعم الله على عباده الآيات [١- ٧٨]
قال الله تعالى: الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) فذكر سبحانه نعمته على عباده بإنزال القرآن لهدايتهم، وبخلقهم وتعليمهم البيان، وبخلق الشمس والقمر بحسبان، وبخلق النجم والشجر، وبرفع السماء ووضع الميزان، وبوضع الأرض وما فيها، من فاكهة ونخل وحبّ وريحان ثم ذكر سبحانه أنه خلق الإنسان من
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفني في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرخ.