نزلت سورة النصر بعد سورة التوبة، وهي آخر ما نزل من القرآن بالمدينة، وكان نزولها في حجّة الوداع بمنى، فيكون نزولها في السنة العاشرة من الهجرة. وكان هذا بعد أن أتمّ النبي (ص) دعوته، وأخذ الناس يدخلون أفواجا في دينه.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وتبلغ آياتها ثلاث آيات.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة الوعد بالنصر، ونشر الدين في الناس، بعد متاركة أولئك الكفار في السورة السابقة، وهذا هو وجه المناسبة في ذكر هذه السورة بعدها.
الوعد بالنصر ونشر الدين الآيات [١- ٣]
قال تعالى: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) فوعد النبي (ص) بالنصر، والفتح، ونشر الدين في الناس، وأمره بتسبيحه واستغفاره شكرا له على ذلك، واستجلابا لعفوه عما يكون قد حصل منه، وختم ذلك بقوله: إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣) .
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.