للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «العاديات» «١»

[تاريخ نزولها ووجه تسميتها]

نزلت سورة العاديات بعد سورة العصر، ونزلت سورة العصر بعد سورة الشّرح ونزلت سورة الشرح، فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة فيكون نزول سورة العاديات في ذلك التاريخ أيضا.

وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) وتبلغ آياتها إحدى عشرة آية.

[الغرض منها وترتيبها]

الغرض من هذه السورة: بيان ميل الإنسان إلى الشّرّ، وتحذيره من عقابه يوم الحشر، وهذا فيه مناسبة للغرض المقصود من سورة الزّلزلة، ولهذا ذكرت هذه السورة بعدها.

ميل الإنسان إلى الشر الآيات [١- ١١]

قال الله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) الآيات إلى قوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) فأقسم سبحانه بالعاديات، وما ذكر بعدها، على أن الإنسان من طبعه الامتناع عن الخير، وأنّه يشهد بذلك على نفسه، وأنّه أيضا شديد الحب للمال، فلا ينفق منه في الخير ثمّ هدّده جلّ وعلا بأنه يعلم ذلك، إذا بعثه من قبره، فيعاقبه عليه وختمها تعالى بقوله: إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١) .


(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.