نزلت سورة الطارق بعد سورة البلد، ونزلت سورة البلد بعد سورة ق، وكان نزول سورة ق فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة الطارق في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وتبلغ آياتها سبع عشرة آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إثبات حفظ الأعمال على كلّ نفس، وما يتبع هذا من حساب وعقاب، وبهذا توافق السورة السابقة في أنّها في سياق الإنذار أيضا، وقد ذكرت بعدها لهذه المناسبة.
إثبات حفظ الأعمال الآيات [١- ١٧]
قال الله تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) فأقسم بهذا على أن كل نفس عليها حافظ من الملائكة يحفظ أعمالها ثمّ أمر الإنسان أن ينظر في بدء خلقه ليعرف أنّه خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) ، يعني صلب الرجل وترائب المرأة، وهي عظام الصدر والنّحر، وليعرف أيضا أنه قادر على
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.