للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «البقرة» «١»

قال تعالى ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) .

١- الرّيب: صرف الدهر. والريب والرّيبة: الشكّ والظنّة والتهمة.

وقد رابني الأمر وأرابني: علمت منه الريبة، ورأيت منه ما يكره. وقوله تعالى: لا رَيْبَ فِيهِ، أي لا شكّ فيه.

وأراب الرجل: صار ذا ريبة فهو مريب.

وجاءت كلمة «الريب» في قوله تعالى من السورة نفسها: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ [الآية ٢٣] .

لقد وردت كلمة «الريب» في سائر سور القرآن خمس عشرة مرة أخرى في خمس عشرة آية من سور القرآن ومنها:

إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها [غافر: ٥٩] .

كما وردت كلمة «ريبة» في [الآية ١١٠ من سورة التوبة] هي في قوله تعالى:

لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ.

وقد ورد الوصف من هذه الكلمة «مريب» في سبع آيات من سور مختلفة، جاء في ست منها وصفا لموصوف هو: «الشكّ» ، ومن ذلك قوله عز وجل:

وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢) .

ولم يلتفت أهل العلم إلى هذا الوصف، فيعرضوا للشكّ والريب،


(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي، مؤسسة الرسالة، بيروت، غير مؤرّخ.