نزلت سورة القصص بعد سورة النمل، وقد نزلت سورة النمل فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة القصص في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لأنه جاء في قوله تعالى في الآية [٢٥] منها: فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ وتبلغ آياتها ثماني وثمانين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة: التنويه بشأن القرآن أيضا، ولهذا ذكرت بعد السورة السابقة، وقد فصّل في أولها ما أجمل في السورة السابقة من قصة موسى (ع) ، وجاء آخرها في الاحتجاج بها على أن القرآن من عند الله، وفي دفع ما عندهم من شبه عليه.
التنويه بشأن القرآن الآيات [١- ٤٢]
قال الله تعالى طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) فنوّه بشأن القرآن وشأن ما يتلى فيه من هذه القصة ثمّ ذكر أنّ فرعون علا في الأرض، واستضعف بني إسرائيل، يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم وأنه تعالى أراد أن يمنّ عليهم، ويجعل منهم أنبياء
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.