ثم قال تعالى: أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (١٢٨) ، فحذّر كفار قريش أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الأمم الذين يمشون في مساكنهم، وذكر أنه لولا قضاء الله بأنه لا يهلكهم كما أهلك من كان قبلهم، لكان عذابه لزاما لهم، ثم أمر النبي (ص) بأن يصبر على تعنّتهم، وأن يستعين على هذا بالمثابرة على الصلوات في أوقاتها ونهاه أن يمدّ عينيه إلى ما متّع به بعضهم من زينة الدنيا، لأنّ ما عنده من الثواب خير وأبقى ثم ذكر أنّ من تعنّتهم، أنهم اقترحوا على النبيّ (ص) آية تدل على نبوّته، وأجابهم بأنهم قد أتاهم أخبار الأمم السابقة في الصحف الأولى، إذ طلبوا من الآيات مثل طلبهم ولم يؤمنوا بها، فأهلكهم الله وعجّل لهم عذابهم ولو أنه جلّ وعلا أهلكهم قبل أن يرسل إليهم رسلهم، ويجيبهم إلى ما اقترحوا من الآيات، لَقالُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥) .