١- وقال تعالى: وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [الآية ٣] .
أقول: أكثر النحويون في الكلام على هذه الآية فقالوا: «الواو» فاعل، و «الذين» بدل.
وقالوا:«الذين» فاعل، «والواو» ليس ضميرا.
وقالوا: هي لغة.
أقول: القول إنّها لغة مقبول، ولكنّي أقول أيضا: إنّ هذه المسألة ليست «لغة» ومعنى ذلك أنها شيء خاصّ، بل ربّما اتّجه القول اتّجاها حسنا، لو قلنا إنّ مجيء الفاعل اسما ظاهرا، مع تحمّل الفعل «إشارة» أو «علامة» لهذا الفاعل في أنه مثنّى أو جمع، أسلوب من أساليب العرب، أخذ في الزوال والنقص في عصر القرآن، فجاء منه شيء قليل، والآية شاهد على ذلك.
٢- وقال تعالى: بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ [الآية ٥] .
والمعنى: أنّ الكافرين قالوا: إنّ القرآن تخاليط أحلام، رآها النبيّ (ص) في المنام.
وأريد أن أقف وقفة قصيرة على قوله تعالى: أَضْغاثُ أَحْلامٍ فأقول:
«الضّغث» : قبضة حشيش مختلطة الرّطب باليابس، وهذا يعني أنّ «أضغاث الأحلام» رؤيا لا يصح تأويلها، لاختلاطها.
والقول البديع في هذا التركيب، إضافة المادي إلى المحسوس. وهو
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي، مؤسسة الرسالة، بيروت، غير مؤرّخ. [.....]