الله ونبذ الشركاء والأنداد، وبيان أن الإيمان بالله هو الطريق الواضح، والدين القيّم الذي يسمو بصاحبه ويعصمه من الفتنة، ويمنعه من الرذيلة، ويجعله يقف ثابت اليقين، يقاوم الإغراء، ويردّ المنحرف إلى طريق الصواب، قال تعالى:
قصة يوسف أطول قصة في القرآن، تجتمع حلقاتها كلّها في سورة واحدة، وتلحظ فيها الخصائص الفنية البحتة للقصة، خصائص الموضوع وخصائص العرض والأداء.
فالقصة غنية بالعنصر الإنساني، حافلة بالانفعال والحركة وطريقة الأداء تبرز هذه العناصر إبرازا قويا، فضلا عن خصائص التعبير القرآنية الموحية المؤثّرة.
في القصة يتجلّى عنصر الحب الأبوي في صور ودرجات متنوّعة، واضحة الخطوط والمعالم، في حبّ يعقوب ليوسف وأخيه، وحبّه لبقيّة أبنائه، وفي استجاباته للأحداث حول يوسف من أول القصة إلى آخرها.
وعنصر الغيرة والتحاسد بين الإخوة من أمهات مختلفات، بحسب ما يرون من تنوّع صور الحب الأبوي.
وعنصر التفاوت في الاستجابات المختلفة للغيرة والحسد في نفوس الإخوة، فبعضهم يقوده هذا الشعور إلى إضمار جريمة القتل، وبعضهم يشير فقط بطرح يوسف في الجبّ تلتقطه بعض القوافل السيّارة، وفي قصة يوسف نجد عنصر المكر والخداع في صور شتّى، من مكر إخوة يوسف به، إلى مكر امرأة العزيز بيوسف وبزوجها وبالنسوة.
وعنصر الشهوة ونزواتها، والاستجابة لها بالاندفاع أو بالإحجام، وبالإعجاب والتمنّي والاعتصام والتأبّي.
وعنصر الندم في بعض ألوانه، والعفو في أوانه، والفرح بتجمّع المتفارقين. وذلك إلى بعض صور المجتمع المتحضّر في البيت والسجن والسوق والديوان، في مصر يومذاك، والمجتمع العبراني، وما يسود العصر من الرؤى والتنبّؤات.