سبحانه وتعالى زوجة منهم، تلد له الملائكة. وهكذا نجد كثيرا من الأوهام والأساطير، تغمر قلوب الناس ومشاعرهم، وتصوّراتهم عن الجن في القديم، ولا تزال هذه الأوهام، تسود بعض البيئات إلى يومنا هذا.
ونجد في الصف الاخر، منكرين لوجود الجنّ أصلا، يصفون أيّ حديث عن هذا الخلق المغيّب، بأنه حديث خرافة ...
وبين الإغراق في الوهم، والإغراق في الإنكار، يقرّر الإسلام حقيقة الجن، ويصحّح التصوّرات العامة عنهم، ويحرّر القلوب من خوفها، وخضوعها لسلطانهم الموهوم.
[الجن في القرآن]
تحدث القرآن الكريم عن الجن في عدد من السور، وعالج الأخطاء الشائعة عن الجن، وأثبت الحقيقة المتعلقة بالجن، وقدّم للإنسان صورة واضحة دقيقة متحرّرة من الوهم والخرافة، ومن التعسّف في الإنكار الجامح فالجنّ عالم نؤمن به، وبخصائصه، كما وردت في القرآن الكريم ولا يظهرون للعين، ولا يراهم الإنسان بحاسّة البصر.
والجنّ منهم الضّالّون المضلّون، ومنهم السذّج الأبرياء، الذين ينخدعون، ومنهم المستقيمون على الطريق القويم والمنهج السليم. وليس للجن معرفة بالغيب، وليس لهم قوة ولا حيلة مع قوة الله، وليس بينهم وبين الله صهر ولا نسب. وقد كان إبليس من الجن، ثم فسق عن أمر ربه، وتمحّض بالشرّ والفساد والإغراء. وقد خلق الجن من النار، كما خلق الإنسان من الطين. وقد سخّرت الجن لسليمان (ع) ، فمنهم من كان يبني له المساجد والمنازل والأبنية المختلفة، ومنهم من كان يغوص في البحر يستخرج له اللؤلؤ والياقوت والأحجار الكريمة، وسلّطه الله على المردة والخارجين على القانون، فكان يقيّدهم في السلاسل والأغلال، ويسخّرهم في الأعمال، ويرهقهم بألوان العذاب.
وقد جعل الله سبحانه السيطرة على الجن منحة خاصة لسليمان (ع) ، فقد سأل ربه ملكا لا يتهيّأ لأحد من بعده،