للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفتن وهذا واضح في السياق وكذلك ذكر النّفاق، فقد جاء بصدد تصوير حالة نموذج من الناس.

[ثلاثة فصول]

الخط الأساسي لسورة العنكبوت، هو الحديث عن الإيمان والفتنة، وعن تكاليف الإيمان الحقة، التي تكشف عن معدنه في النفوس فليس الايمان كلمة تقال باللسان، وإنّما هو الصبر على المكاره، والثبات في المحن.

ومع أنّ موضوع السورة، هو تكاليف الإيمان والثبات في المحنة، إلّا أنه يمكن أن نقسّم سورة العنكبوت إلى ثلاثة عناصر، لهذا الموضوع، أو ثلاثة فصول.

الفصل الأول: من أوّل السورة إلى الآية ١٣:

يتناول هذا الفصل حقيقة الإيمان، وسنّة الابتلاء والفتنة، ومصير المؤمنين والكافرين ثم فرديّة التبعية، فلا يحمل أحد عن أحد شيئا، يوم القيامة.

وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣) .

الفصل الثاني: الآيات [١٤- ٤٥] : يتناول هذا الفصل قصص نوح وإبراهيم ولوط وشعيب (ع) وإشارة إلى قبيلة عاد وثمود ويصوّر هذا القصص، ما وجد من عقبات وفتن في طريق كلّ دعوة.

ويتحدّث عن التهوين من شأن هذه العقبات، أمام قوة الإيمان، والاعتماد على قدرة الله تعالى، والمضيّ في تبليغ رسالته، وتحمّل تبعات هذه الرسالة، إحقاقا للحق، وازهاقا للباطل. قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ [الأنبياء: ١٨] .

الفصل الثالث: من الآية ٤٦ إلى آخر السورة:

يتناول هذا الفصل النهي عن مجادلة أهل الكتاب إلّا بالحسنى ويتناول وحدة الدين والعقيدة والإيمان، واتحاد ذلك مع الدين الأخير، الذي يجحد به الكافرون، ويجادل فيه المشركون ويختم بالتثبيت والبشرى، والطمأنينة للمجاهدين في الله، المهديين إلى سبيله.

ويتخلّل السورة، من المطلع إلى الختام، إيقاعات قويّة عميقة، حول معنى الإيمان وحقيقته، تهزّ الوجدان