سورة الإنسان سورة مكيّة، وقيل مدنية، آياتها ٣١، نزلت بعد سورة الرحمن.
وقد اختلف في مكّيتها ومدنيّتها.
وفي المصحف المتداول أنها مدنية، ولكن آيات السورة وسياقها وموضوعاتها تحمل الطابع المكّي، وهي أقرب إلى أن تكون مكّية.
والمكّي من القرآن هو ما نزل بمكّة قبل الهجرة، والمدنيّ هو ما نزل بالمدينة بعد الهجرة.
وهناك سور متفق على مكّيتها، وسور متفق على مدنيّتها، وسور مختلف فيها: من العلماء من يرى أنها مدنيّة، ومنهم من يرى أنها مكّية. ومن هذه السور سورة الإنسان.
وقد غلب على السور المكّية الحديث عن الألوهيّة، والتحذير من عبادة الأصنام، والتذكير بالبعث والجزاء، ولفت الانظار إلى مشاهد الكون ونواميسه، وآيات الله في الآفاق، ودلائل القدرة الإلهية في الخلق والنفس.
وغلب على السور المدنيّة وصف غزوات الرسول (ص) ، وحالات المجتمع المدنيّ، والحديث عن المنافقين واليهود، والعناية بتشريع الأحكام، ونظام المجتمع ودعائم الحكم السليم.
والقرآن، في مجموعه، كتاب هداية، ودعوة إلى القيم، ومكارم الأخلاق، وحثّ على الإيمان بالله
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.