وتفيد السورة أنّ الرزق بيد الله، وأنّ الأمل في وجه الله وبذلك تنتهي الحياة الزوجية بالأدب الجميل الرفيع، وبالأمل في استئناف حياة أفضل وأيسر سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (٧) .
وفي ختام سورة الطلاق تعرض السورة عددا من المؤثرات العاطفية تظهر فيها قدرة الله وجلاله، فإن تغلّب شريك على شريكه الاخر، أو استطاع أن يظلمه، فليتذكر قدرة الله وعقابه للظالمين.
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدرا ... الظّلم شيمته يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
[فالآيات ٨- ١٢] وإن كانت في غير موضوع الطلاق، إلّا أنّها تعزف على نغمة مؤثّرة، وتهتف بالقلوب حتّى ترقّ، وبالأفئدة حتّى ترعى جلال الله فالله تعالى أخذ القرى واحدة بعد أخرى، عند ما كذّبت برسلها وقد ساق القرآن هذه العبرة في مصير الذين عتوا عن أمر ربّهم ورسله، فلم يسمعوا ولم يستجيبوا، لتذكّر الناس بالمصير البائس الذي ينتظر من لا يتّقي ولا يطيع، كما تذكّرهم بنعمة الله على الناس في إرسال الرسل، وإنزال التشريع لهداية البشر، وإخراجهم من الظلمات الى النور.
١٠- والآية الاخيرة في السورة تشير إلى قدرة الله العالية الذي خلق السماوات السبع والأرضين السبع، وهو العليم بما يناسب كلّ المخلوقات والموجودات في السماء والأرض. ثمّ إنّ هذه الأحكام موكولة الى الضمائر، واليقين الجازم بسعة علم الله، واطّلاعه على جميع أفعال العباد.
وهكذا تختتم السورة بما يدعو القلوب إلى الإخبات والإنابة فسبحان الحكيم العليم، الذي أحسن كلّ شيء خلقه، وهو الخبير بما يناسب عباده، والمطّلع على خفايا القلوب، وهو عليم بذات الصدور.
[المعنى الإجمالي للسورة]
قال الفيروزآبادي: معظم مقصود سورة الطلاق ما يأتي: بيان طلاق السّنّة، وأحكام العدّة، والتوكّل على الله في الأمور، وبيان نفقة النساء حال الحمل والرضاعة، وبيان عقوبة المعتدين وعذابهم، وأنّ التكليف على