للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: «وأسفله ينبت المرخ والشبهان» ومثله: «زوجتك بفلانة» يريدون: «زوّجتكها» ويجوز أن يكون على معنى «هزّي رطبا بجذع النخلة» .

وفي قوله تعالى: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ [الآية ٩٠] فالمعنى يردن «١» لأنهنّ لا يكون منهنّ أن يتفطّرن، ولا يدنون من ذلك، ولكنهنّ هممن به إعظاما لقول المشركين ولا يكون على من همّ بالشيء أن يدنو منه، ألا ترى أنّ رجلا لو أراد أن ينال السماء لم يدن من ذلك، وقد كانت منه إرادة.

وفي قوله تعالى: كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤) «العصيّ» : العاصي، كما تقول: «عليم» و «عالم» و «عريف» و «عارف» قال الشاعر «٢» [من الكامل وهو الشاهد السابع والأربعون بعد المائتين] :

أو كلّما وردت عكاظ قبيلة ... بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم «٣»

يقول: «عارفهم» وقال تعالى: أَطَّلَعَ [الآية ٧٨] فهذه ألف الاستفهام، وذهبت ألف الوصل لمّا دخلت ألف الاستفهام.

وقال تعالى وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) لأنّ «الضدّ» يكون واحدا وجماعة، مثل «الرصد» و «الأرصاد» ، ويكون الرّصد أيضا اسما للجماعة «٤» .


(١) . نقله في البحر ٦: ٢١٨.
(٢) . هو طريف بن تميم العنبري: الكتاب وتحصيل عين الذهب ٢: ٢١٥، والفاخر ٢٥٨، والأصمعيات ١٢٧ والبيت أيضا في المنصف ٣: ٦٦.
(٣) . في الأصمعيات: رسولهم بدل عريفهم.
(٤) . نقله في التهذيب ١١: ٤٥٥ «ضد» .