وقيل: من قرأ بالضاد فهو بجميع الكفّ، ومن قرأ بالصّاد فبأطراف الأصابع. أقول: ليس هذا التفريق وجيها، وذلك لأنه لم يؤيد في كلام العرب، وأرى أن الفعل بالضاد كالفعل بالصاد، وتلك مسألة تتصل ب «اللهجات» .
قوله تعالى: ظَلْتَ، والأصل «ظللت» ، فحذفت اللام الأولى، ونقلت حركتها إلى الظاء.
أقول: أرى أن اللام قد حذفت، وليس من نقل للحركة، والحذف للتخفيف ليس غير. ولم نجد نظير هذا الحذف، في نظائر الفعل من المضاعف.
وقوله تعالى: لَنَنْسِفَنَّهُ بمعنى لنذرّينّه.
وفي عربيتنا المعاصرة، يقال: نسف البناء، أي أزاله وأفناه.
١٤- وقال تعالى: قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣) .
وقوله تعالى: أَلَّا تَتَّبِعَنِ بالنون المكسورة، وحقّها أن تكون «تتّبعني» بالياء.
أقول: وحذف الياء، يعني قصر المدّ قليلا والاجتزاء عنه بالكسرة القصيرة، ليس مسألة من مسائل رسم المصحف، بل إنّ هذا الرسم الذي يباح فيه حذف ما لا يحذف، يؤدّي غرضا صوتيا يتّصل بحسن الأداء وذاك أن المدّ القصير، أي: الكسرة أنسب إلى المدّ القصير بعدها، أي: الفتحة في قوله تعالى: أَفَعَصَيْتَ، وهذا عند الوصل، الذي هو أولى في هذا الموضع الذي يباح فيه الوقف الجائز.