المواضع. وقيل إنما أضيفت إلى ذلك الجبل، لأنّ خروجها في غيره من المواضع.
فإن قيل: قوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ [الآية ٧٠] ، خبر عن كفّار مكة، فلم قال تعالى في الآية نفسها:
بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ، أي بالتوحيد، أو بالقرآن وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ ولم يقل وكلّهم، مع أنّهم كلّهم كانوا للتوحيد كارهين، بدليل قولهم، كما ورد في التنزيل بِهِ جِنَّةٌ؟
قلنا: كان فيهم من ترك الإيمان به أنفة واستنكافا، من توبيخ قومه، لئلّا يقولوا ترك دين آبائه لا كراهة للحق.
فإن قيل: لم جمع سبحانه فقال رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) ولم يقل «ارجعني» ، والمخاطب واحد، وهو الله تعالى؟
قلنا: هو جمع للتفخيم والتعظيم، كقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى [يس: ١٢] وأشباهه.
فإن قيل: لم قال تعالى: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (١٠١) وقال سبحانه في موضع آخر: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧)[الصافات] ؟
قلنا: يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، ففيه أحوال مختلفة، ففي بعضها يتساءلون، وفي بعضها لا ينطقون لشدة الهول والفزع.