يمكنهم أن يتلقوه كما تتلقاه الملائكة، ثم ذيّل ذلك بنهي الرسول (ص) عن أن يدعو معه إلها آخر لئلّا يقع فيما ينذرون به من العذاب، ويأمره أن يكتفي بإنذار عشيرته الأقربين، وأن يخفض جناحه لمن اتّبعه من المؤمنين، فإن عصوه فليتبرّأ مما يعملون، وليتوكل على العزيز الرحيم، فإنه يرى قيامه وصلاته، ويسمع دعاءه ويعلم حاله.
ثم عاد السياق إلى إبطال زعمهم أنه من إلقاء الشياطين، فذكر أن الشياطين لا تتنزّل إلّا على كلّ كذّاب أثيم، فيلقون على الكهّان ما يزعمون أنهم سمعوه من السماء من أكاذيبهم. وذكر أن أمر أكثر الشعراء كأمر الكهان، فهم ضالون يهيمون في كل واد، ولا يتورعون عن الكذب في المدح والهجاء وغير هما من فنون الشعر، ولا يستحون أن يقولوا ما لا يفعلون: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧) .