الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم يا ربّ العالمين» . فأرسل الله جلّ جلاله ريحا عاتية، في ليلة شاتية مظلمة، خلعت خيام الكافرين، وكفأت قدورهم وانسحبت قريش وأحزابها، في ظلام الليل يجرّون أذيال الخوف والانكسار وسجّل الله عزّ وجل ذلك في القرآن الكريم، بقوله تعالى:
وتصف الآيات صدق بعض المؤمنين وبلاءهم الحسن، وإخلاصهم لله في الجهاد حتى رؤي بعض الشهداء، وفيه أكثر من سبعين ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم وفي مثل هؤلاء يقول عزّ وجلّ:
ثمّ تصف الآيات رحيل الكافرين بغيظهم لم ينالوا خيرا، وحماية الله للمسلمين في هذه الموقعة، وهو سبحانه القويّ العزيز. ولمّا رحلت الأحزاب عن المدينة، نزل جبريل من السماء وقال:«يا محمد إن الملائكة لم تضع السلاح بعد، اذهب إلى بني قريظة فإنّ الله ناصرك عليهم، جزاء خيانتهم وغدرهم» فقال (ص) : «من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يصلينّ العصر إلّا في بني قريظة» . وهناك حاصر المسلمون بني قريظة، ثمّ أجلوهم عن ديارهم، وغنم المسلمون أرضهم ودورهم وأموالهم وحصونهم المنيعة، بقدرة الله، وهو على كل شيء قدير. قال تعالى: