وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ [الأنفال ٣٧] بجعله بدلا من (الخبيث) ومنهم من قرأ (بعضه على بعض) فرفع على الابتداء.
أو شغل الفعل بالأول. وقرأ بعضهم:
(مسوادّة) وهي لغة لأهل الحجاز يقولون: «اسوادّ وجهه» و «احمارّ» يجعلونه «افعالّ» كما تقول للأشهب «قد اشهابّ» وللازرق «قد ازراقّ» .
وقال بعضهم لا يكون «افعالّ» في ذي اللون الواحد، وإنّما يكون في نحو الأشهب، ولا يكون في نحو الأحمر، وهما لغتان.
وقال تعالى: أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ [الآية ٦٤] أي «أفغير الله أعبد تأمرونني» كأن السياق أراد الإلغاء، والله أعلم، كما تقول «هل ذهب فلان. تدري» جعله على معنى «ما تدري» .
وقال: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ [الآية ٧٥] ف مِنْ أدخلت هاهنا توكيدا، والله أعلم، نحو قولك:«ما جاءني من أحد» وثقّلت حَافِّينَ لأنها من «حففت» .
وقال تعالى: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها [الآية ٧٣] فيقال إن قوله سبحانه وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها [الآية ٧٣] في معنى «قال لهم» كأن السياق يلقي الواو. وقد جاء في الشعر شيء يشبه أن تكون الواو زائدة فيه. قال الشاعر [من الكامل وهو الشاهد الخامس بعد المائة] :
فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن ... إلّا كلمّة حالم بخيال
فيشبه أن يكون يريد «فإذا ذلك لم يكن» . وقال بعضهم:«أضمر الخبر» وإضمار الخبر أحسن في الآية أيضا، وهو في الكلام.
وقال تعالى: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الآية ٦٧] أي: «في قدرته» نحو قوله جلّ وعلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ (٢٥)[النساء] أي: وما كانت لكم عليه قدرة، وليس الملك لليمين دون الشمال وسائر البدن. وأما قوله سبحانه قَبْضَتُهُ فنحو قولك للرجل:«هذا في يدك وفي قبضتك» .