للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتكون خفيفة في معنى الثقيلة، وهي مكسورة، ولا تكون إلّا وفي خبرها اللام، يقولون: «إن زيد لمنطلق» ولا يقولونه بغير لام، مخافة أن تلتبس بالتي معناها «ما» . وقد زعموا أنّ بعضهم يقول: إن زيدا لمنطلق» يعملها على المعنى، وهي مثل إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) [الطارق] ، يقرأ بالنصب «١» ، والرفع، و «ما» زيادة للتّوكيد، واللام زيادة للتوكيد، وهي التي في قوله تعالى وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) [الحجر] ، ولكنها، إنّما وقعت على الفعل، حين خفّفت، كما تقع «لكن» على الفعل، إذا خفّفت. ألا ترى أنك تقول: «لكن قد قال ذاك زيد» . ولم تعرّ من اللام في قوله تعالى: وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) ، وعلى هذه اللغة فيما نرى- والله اعلم- إِنْ هذانِ لَساحِرانِ «٢» ، وقد شدّدها قوم فقالوا (إنّ هذان) «٣» وهذا لا يكاد يعرف، إلّا أنّهم يزعمون أنّ بلحارث بن كعب يجعلون الياء في أشباه هذا ألفا، فيقولون: «رأيت أخواك» و «رأيت الرجلان» «٤» ، وأوضعته علاه» و «ذهبت


(١) . قراءة النصب ترتبط بتخفيف «ما» على أنها زيادة للتوكيد، واللام زيادة للتوكيد أيضا، ويكون المعنى «إن كل نفس لعليها حافظ» وليست «لما» التي بمعنى إلّا و «ان» نافية. وقد قرأ بتخفيف «ما» في الطّبري ٣٠: ١٤٢ نافع من أهل المدينة وأبو عمرو من أهل البصرة. وفي السبعة ٦٧٨ إلى ابن كثير ونافع وأبي عمرو والكسائي، وفي البحر ٨: ٤٥٤ إلى الجمهور.
(٢) . طه ٢٠: ٦٣ وفي الطّبري ١٦: ١٧٩ أنّ وهب بن منبه وقتادة تأوّلا، وفي السبعة ٤١٩ إلى عاصم في رواية، وفي حجّة ابن خالويه ٢١٧ إلى ابن كثير وحفص، عن عاصم، وفي الكشف ٢: ٢٩ إلى ابن كثير وحفص، وفي التيسير ١٥١ كذلك، وفي الجامع ١١: ٢١٦ إلى الزهري والخليل بن احمد والمفضل وابان وابن محيصن وابن كثير وعاصم في رواية حفص، وابن كثير يشدّد نون «هذان» ، وفي البحر ٦: ٢٥٥ إلى ابن بحرية وأبي حياة والزهري وابن محيصن وحميد وابن سعدان وحفص وابن كثير.
(٣) . في الطّبري ١٦: ١٨٠ و ١٨٢ إلى عامة قرّاء الأمصار، وفي السبعة إلى نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وإلى عاصم في رواية وفي حجة ابن خالويه ٢١٧ إلى القرّاء كلّهم عدا ابن كثير وحفصا وعن عاصم، وفي الكشف ٢: ٩٩، وفي التيسير ١٥١ كذلك، وفي الجامع ١١: ٢١٦ إلى المدنيين والكوفيين. وفي البحر ٦: ٢٥٥ إلى أبي جعفر والحسن وشيبة والأعمش وطلحة وحميد وأيّوب وخلف في اختياره وأبي عبيدة وأبي حاتم وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير وابن جبير الأنطاكي والأخوين والصاحبين من السبعة.
(٤) . هي لغة بني الحارث بن كعب وخثعم وزبيد ومراد وعذرة وكناية وهمدان ومزادة وبني العنبر وبطون من ربيعة وبكر بن وائل، همع الهوامع ١: ٤٠ والبحر ٦: ٢٥٥ واللهجات العربية ٣٨.