أقول: في الآية إشارة إلى مثل يضرب في شدّة الأمر، وصعوبة الخطب، ويتمثّل في الكشف عن الساق والإبداء عن الخدام، (جمع خدمة وهي الخلخال) . وأصله في الروع والهزيمة، وتشمير المخدّرات عن سوقهن في الهرب وإبداء خدامهن، قال حاتم:
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها ... وإن شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا
والمراد بقوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ: يوم يشتدّ الأمر ويتفاقم.
٦- وقال تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) .
واستدرجه إلى كذا إذا استنزله إليه درجة فدرجة، حتّى يورّطه فيه.
وقوله تعالى: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) أي: من الجهة التي لا يشعرون منها أنّه استدراج، وهو الإنعام عليهم.