للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التصرّف فيها استحق بقاءها ومن أعرض عن منهج الله، دخل في العذاب الشاقّ الذي يعلوه، ويغلبه ولا يطيق له حملا.

[الآية ١٨] : إنّ السجود، أو مواضع السجود، وهي المساجد، لا تكون إلا لله فهناك يكون التوحيد الخالص، ويتوارى كلّ ظلّ لأيّ كائن، ولكل قيمة، ولكل اعتبار وينفرد الجو للعبودية الخالصة لله.

[الآية ١٩] : لمّا قام محمد (ص) يعبد الله، كاد الجن يكونون جماعات بعضها فوق بعض، تعجّبا مما شاهدوا من عبادته، وسمعوا من قراءته، واقتداء أصحابه، قياما وركوعا وسجودا. وأخذوا ودهشوا من جلال ما سمعوا، وروعة ما شاهدوا وهو دليل على انشغال السماء والأرض والملائكة والجنّ بهذا الوحي، وعلى الجد الذي يتضمّنه: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) [الطارق] .

[الآية ٢٠] : قل يا محمّد للناس:

إنما أعبد الله وحده، ولا أشرك بعبادته صنما، ولا وثنا، ولا مخلوقا.

[الآية ٢١] : قل إني لا أملك لكم نفعا ولا ضرّا فالله وحده هو الذي يملك الضرّ، ويملك الخير.

[الآيتان ٢٢- ٢٣] : إنّي لا أجد ملجأ أو حماية من دون الله، إلّا أن أبلّغ هذا الأمر، وأؤدّي هذه الأمانة فهذا الأمر ليس أمري، وليس لي فيه إلّا التبليغ، ولا مفرّ لي من هذا التبليغ والرسالة ليست تطوّعا، وإنّما هي تكليف صارم جازم، لا مفرّ من أدائه، فالله من ورائه يقول سبحانه:

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ [المائدة:

٦٧] .

ومن يكذّب برسالات الله، فإن له نارا يصلاها، خالدا فيها إلى غير نهاية.

[الآية ٢٤] : وإذا كان المشركون، يركنون إلى القوة والعدد، ويقيسون قوّتهم بقوة محمد (ص) والمؤمنين القلائل الذين معه فسيعلمون حينما يرون ما يوعدون: أيّ الفريقين هو الضعيف المخذول، والقليل المهزول.

[الآية ٢٥] : ويتجرّد الرسول (ص) وينفض يده من أمر الغيب، فالعذاب