للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَنَسْفَعاً [الآية ١٥] : لنأخذنّه بعنف.

بِالنَّاصِيَةِ (١٥) : مقدّم شعر الرأس.

نادِيَهُ (١٧) : مجتمع القوم، والمراد من به.

الزَّبانِيَةَ (١٨) : ملائكة العذاب.

وَاقْتَرِبْ (١٩) : تقرّب إلينا بالطاعة.

[الآيات ١- ٥] : ورد في كتب الصحيح أن النبي (ص) ، كان يتعبّد في غار حراء، فجاءه الملك فضمّه ضمّا شديدا حتى بلغ منه الجهد ثلاث مرات، ثمّ قال كما ورد في التنزيل:

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) .

اقرأ باسم الله وقدرته، الذي أحكم الخلق، وهو بديع السماوات والأرض، خلق الإنسان من دم متجمّد، يعلق بجدار الرحم، فسوّاه من نطفة إلى علقة، إلى مضغة، إلى عظام، فكسى العظام لحما ثمّ أنشأه خلقا آخر، فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) [المؤمنون] .

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) ، الذي له الكمال في زيادة كرمه على كلّ كريم، ينعم على عباده بالنعم، ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة.

ومن الله يستمد الإنسان كلّ ما علم، وكلّ ما يعلم. والله سبحانه هو الذي خلق وهو الذي علّم فمنه البدء والنشأة، ومنه التعليم والمعرفة.

وقد كان (ص) ، أكمل الخلق ذكرا لله وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائما وقاعدا وعلى جنبه، وفي مشيته وركوبه، وسيره ونزوله، وسفره وإقامته، ولقد كان واجب كل إنسان أن يعرف ربّه ويشكره، ولكن الذي حدث غير هذا.

[الآيات ٦- ٨] : كلا إنّ الإنسان ليتجاوز الحدّ في التعدي، أن رأى نفسه مستغنيا، إنّ إلى ربّك الرجوع والحساب، فليس هناك مرجع سواه، إليه جلّت قدرته يرجع الغنيّ والفقير، والصالح والشرير، ومنه النشأة، وإليه المصير.

وكان أبو جهل يقول: لو رأيت محمّدا ساجدا لوطئت عنقه، فأنزل الله عز وجل قوله: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أي أرأيت أبا جهل ينهى محمدا (ص) عن الصلاة. أرأيت إن كان هذا الذي يصلّي على الهدى أو