ولكن ديافيّ أبوه وأمّه بحوران يعصرن السّليط أقاربه وقال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ [الآية ٧٣] وذلك انهم جعلوا معه «عيسى» و «مريم» . كذلك يكون في الكلام إذا كان واحد مع اثنين قيل «ثالث ثلاثة» كما قال تعالى: ثانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة/ ٤٠] وانما كان معه واحد. ومن قال:
«ثالث اثنين» دخل عليه أن يقول:
«ثاني واحد» . وقد يجوز هذا في الشعر وهو في القياس الصحيح. قال الشاعر»
[من الوافر وهو الشاهد السادس والثمانون بعد المائة] :
ولكن لا أخون الجار حتّى يزيل الله ثالثة الأثافي ومن قال:«ثاني اثنين» و «ثالث ثلاثة» قال: «حادي أحد عشر» إذا كان رجل مع عشرة. ومن قال:«ثالث اثنين» قال: «حادي عشرة» فأمّا قول العرب: «حادي عشر» و «ثاني عشر» فهذا في العدد إذا كنت تقول: «ثاني» و «ثالث» و «رابع» و «عاشر» من غير ان تقول: «عاشر كذا وكذا» ، فلما جاوز العشرة أراد أن يقول:«حادي» و «ثاني» ، فكان ذلك لا يعرف معناه إلّا بذكر العشرة، فضم إليه شيئا من حروف العشرة.
وقال تعالى: لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ [الآية ٩٤] على القسم أي: والله ليبلونّكم. وكذلك هذه اللام التي بعدها النون لا تكون إلا بعد القسم.
وقال تعالى: فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ [الآية ٩٥] . أي فعليه جزاء مثل ما قتل من النّعم.
وقال تعالى: يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً [الآية ٩٥] انتصب على الحال بالِغَ الْكَعْبَةِ [الآية ٩٥] من صفته وليس بالِغَ الْكَعْبَةِ بمعرفة لأن فيه معنى التنوين، لأنّه إذا قال:«هذا ضارب زيد» في لغة من حذف النون ولم يفعل بعد، فهو نكرة. ومثل ذلك قوله تعالى: هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا [الأحقاف/ ٢٤] ففيه بعض التنوين غير أنّه لا يوصل اليه من أجل الاسم المضمر.
ثم قال تعالى:
(١) . لم أجد ما يشير الى القائل والقول، إلّا ما جاء في المنصف ٣/ ٨٢ من عجزه: يخون الدهر ثالثة الاثافي.