للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرأ بعضهم (مجريها ومرسيها) «١» لأنه أراد أن يجعل ذلك صفة لله عز وجل.

وقال تعالى: سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي [الآية ٤٣] بقطع (سآوى) لأنّه «أفعل» وهو يعني نفسه.

وقال: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ [الآية ٤٣] ويجوز أن يكون على «لإذا عصمة» أي: معصوم ويكون إِلَّا مَنْ رَحِمَ رفعا بدلا من العاصم «٢» .

وقال تعالى: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ [الآية ٤٦] منوّن «٣» لأنه حين قال- والله أعلم: فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الآية ٤٦] كان في معنى «أن تسألني» فقال إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وقال وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ [الآية ٤٨] بالرفع على الابتداء نحو قولك «ضربت زيدا وعمرو لقيته» على الابتداء «٤» .

وقال: هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً [الآية ٦٤] بالنصب على خبر المعرفة.

وقال: قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ [الآية ٧٢] فإذا وقفت قلت (يا ويلتاه) لأنّ هذه الألف خفيفة وهي مثل ألف الندبة فلطفت من أن تكون في السكت وجعلت بعدها الهاء، ليكون أبين لها، وأبعد للصوت. وذلك أنّ الألف إذا كانت بين حرفين كان لها صدّى كنحو الصوت يكون في جوف الشيء، فيتردّد فيه فيكون أكثر وأبين.

ولا تقف على ذا الحرف في القرآن كراهية خلاف الكتاب. وقد ذكر أنه يوقف على ألف الندبة فان كان هذا صحيحا، وقفت على الألف.


(١) . في معاني القرآن ٢/ ١٤ إلى مجاهد، وفي الطبري ١٢/ ٤٤ الى أبي رجاء العطاردي، وفي الجامع ٩/ ٣٧ الى مجاهد وسليمان بن جندب وعاصم الجحدري وأبي رجاء العطاردي، وفي البحر ٥/ ٢٢٥ الى الضحّاك والنخعي وابن وثّاب وأبي رجاء ومجاهد وابن جندب والكلبي والجحدري.
(٢) . نقله في التهذيب ٢/ ٥٤ «عصم» .
(٣) . في معاني القرآن ٢/ ١٧ نسبت إلى عامة القراء، وفي الطبري ١٢/ ٥٠ و ٥١ و ٥٢ إلى الحسن وابن عباس وسعيد بن جبير والضحّاك وعامة قراء الأمصار وابراهيم وقتادة ومجاهد. وفي السبعة ٣٣٤ الى ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة، وفي الكشف ١/ ٥٣٠ والتيسير ١٢٥ الى غير الكسائي.
(٤) . نقله في إعراب القرآن ٢/ ٤٨١ والجامع ٩/ ٤٨ والبحر ٢٣١.