للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة من تحريم مارية، لأنه لم يبال ما أظهرت من ذلك، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

(١٤٧٣) والثاني: أن الذي عرَّف: تحريم مارّية، والذي أعرض عنه: ذِكر الخلافة لئلا ينتشر، قاله الضحاك، وهذا اختيار الزجاج: قال: ومعنى عَرَّفَ بَعْضَهُ عرَّف حفصة بعضه وقرأ الكسائي «عَرَفَ» بالتخفيف. قال الزجاج: على هذه القراءة قد عرف كل ما أسرَّه، غير أن المعنى جارٍ على بعضه، كقوله عزّ وجلّ: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ «١» ، أي: يعلمه ويجازي عليه، وكذلك:

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ «٢» أي: ير جزاءه. فقيل: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فكان ذلك جزاءها عنده، فأمره الله أن يراجعها.

(١٤٧٤) وقال مقاتل بن حيَّان: لم يطلقها، وإنما همَّ بطلاقها، فقال له جبريل: لا تطلّقها، فإنها


عزاه المصنف للضحاك، وقد ساقه بمعناه. وصدره ورد عن الضحاك، أخرجه ابن المنذر كما في «الدر» ٦/ ٣٧٠، وهو مرسل، لكن له شواهد.
وعجزه، أخرجه أبو نعيم في «فضائل الصحابة» كما في «الدر» ٦/ ٣٧٠ عن الضحاك، وهو مرسل، فهو ضعيف، والمتن باطل.
أصل الحديث صحيح، لكن قول مقاتل «لم يطلقها» باطل، لم يتابع عليه. ذكره المنصف هاهنا عن مقاتل بن حيان معلقا، وسنده إليه في أول الكتاب، وهذا واه بمرة، ليس بشيء، وقد خولف مقاتل.
وأخرج الحاكم ٤/ ١٥ وابن سعد في «الطبقات» ٨/ ٨٤ والدارمي ٢٢٦٥ والطحاوي في «المشكل» ٤٦١٥ من حديث أنس. وأن النبي صلّى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل فقال: «يا محمد طلقت حفصة تطليقة، وهي صوامة قوامة وهي زوجتك في الدنيا وفي الجنة» . وأخرج الطحاوي ١٦١٤ من طريق موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم طلق حفصة، فأتاه جبريل فقال: راجعها فإنها صوّامة قوّامة» . وأخرج الطبراني ١٧/ (٨٠٤) نحوه من حديث عقبة بلفظ «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فوضع التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر» .
قال الهيثمي في «المجمع» ٤/ ٣٣٤: وفيه عمرو بن صالح الحضرمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
أخرج الحاكم ٤/ ١٥ (٦٧٥٣ وابن سعد ٨/ ٦٧ والطبراني ١٨/ (٩٣٤) عن قيس بن زيد «أن النبي صلّى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت وقالت: والله ما طلقني عن شبع، وجاء النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: قال لي جبريل عليه السلام: راجع حفصة، فإنها صوّامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة» .
وسكت عليه الحاكم، وكذا الذهبي، وكذا الحافظ في «تخريج الكشاف» ٤/ ٥٦٣ ورجاله ثقات غير قيس بن زيد فهو تابعي صغير مجهول. وأن عثمان بن مطعون توفي قبل أحد، وقبل أن يتزوج النبي صلّى الله عليه وسلم حفصة.
وأخرج أبو داود ٢٢٨٣ والنسائي ٦/ ٢١٣ وابن ماجة ٢٠١٦ والدارمي ٢٢٦٤ وأبو يعلى ١٧٤ والحاكم ٢/ ١٩٧ وابن حبان ٤٢٧٥ والطحاوي في «المشكل» ٤٦١١ والبيهقي ٧/ ٣٢١- ٣٢٢ من طرق عن يحيى بن زكريا عن ابن أبي داود عن صالح بن صالح عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه «أن النبي صلّى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها» .
الخلاصة: قول مقاتل «لم يطلقها» باطل، ليس بشيء، والصحيح أنه طلقها كما في الروايات المذكورة، وهو خبر حسن صحيح بطرقه وشواهده لكن بالألفاظ التي أوردتها، وانظر «أحكام القرآن» ٢١٣٨ بتخريجي.
أخرجه ابن سعد ٨/ ١٤٩- ١٥٠ عن ابن عباس بنحوه، وفيه الواقدي، وهو متروك. وأخرج الدارقطني ٤/

<<  <  ج: ص:  >  >>