كان الحصر في هذا الموطن وعر إلا على ذوى الاطلاع الرفيع.
وعلى أىٍّ لا يضر الحديث فإن عاصمًا قد وثقه النسائي والمعتبر أن الراوى إذا وثقه من مثل هذا الإمام ولم يعارض، أنه ثقة وإن لم يرو عنه إلا واحد كما اختار ذلك الحافظ ابن حجر في النخبة.
٧٦ - وأما حديث ابن عباس:
فرواه عنه عطاء وأبو غطفان.
* أما رواية عطاء عنه:
ففي البخاري ١/ ٢٤٠ وأبى داود ١/ ٩٥ والتومذى ١/ ٦٠ والنسائي ١/ ٥٤ وابن ماجه ١/ ١٤٣ وابن المنذر في الأوسط ١/ ٣٧٦ وابن أبى شيبة في المصنف ١/ ٣٨ وغيرهم:
من طريق سليمان بن بلال وغيره عن زيد بن أسلم به ولفظه: أنه "توضأ فغسل وجهه ثلاثًا أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بهما وجهه ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى ثم مسح برأسه ثم أخذ غرفة من ماء فرش على رجله اليمنى حتى غسلها ثم أخذ غرفة أخرى فغسل بها رجله يعنى اليسرى ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ" والسياق للبخاري وهو أطول سياق.
وقد اختلف في لفظه: على عطاء فرواه عنه زيد كما تقدم، وخالفه إسماعيل بن مسلم إذ ساقه عن عطاء بلفظ آخر وهو "المضمضة والاستنشاق سنة" أخرجه الدارقطني في السنن ١/ ٨٥ وقال: إسماعيل بن مسلم ضعيف.
* وأما رواية أبى غطفان عنه:
فرواها أبو داود ١/ ٨٦ وابن ماجه ١/ ٤٣ وابن أبى شيبة في المصنف ١/ ٤٠ وأحمد ١/ ٢٢٨ والطيالسى كما في المنحة ١/ ٥٢ والطبراني في الكبير ١٠/ ٣٩١ والبخاري في التاريخ ٧/ ٢٠١ والحاكم ١/ ١٤٨ والبيهقي ١/ ٤٩.
كلهم من طريق ابن أبى ذئب عن قارض بن شيبة عن أبى غطفان عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"استنشقوا مرتين والأذنان من الرأس" والسياق للطبراني وهذه الزيادة