عن ابن عبد الله بن أنيس ووافقهما على هذا الوجه عبد الأعلى بن عبد الأعلى كما عند الطبراني.
وأما إبراهيم بن سعد فلم يسقه عن ابن إسحاق إلا على الوجه الأول وقد وافقه على ذلك يزيد بن أبى حبيب كما عند الطحاوى وابن خزيمة إلا أن البخاري ساقه من طريقه عن ابن إسحاق على وجهين آخرين: إذ قال إبراهيم عن ابن إسحاق عن معاوية بن أبى عياش الأنصارى عن وهب بن محمد بن جد بن قيس أن عبد الله حدثه فذكره وقال أيضًا عنه عن معاوية الجهنى عن أخيه عبد بن عبد الله وكان رجلًا في زمان عمر قال: جلس إلينا عبد الله بن أنيس فقلنا: يا أبا يحيى فذكره". اهـ. والظاهر أن هذا الاضطراب من ابن إسحاق إذ الرواة عنه أثبات. إلا أن رواية يزيد وقعت عند ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب كما تقدم وعلى هذا فهو قرين لابن إسحاق، لا تلميذ له علمًا بأن الراوى عن يزيد هو الليث. فهل ما وقع عند ابن أبى شيبة يؤذن بأن يزيد يرويه عنهما أم وقع سقط عند ابن أبى شيبة الظاهر الوجه الأول ويزيد معدود في شيوخ ابن إسحاق إلا أنما وقع هنا ممكن أن يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر.
وعلى أي الإسناد صحيح إلى ابن إسحاق ويزيد. وقد صرح ابن إسحاق وتوبع إلا أن هذا لا ينفى عنه حصول الاضطراب السابق إذ لا دخل للاضطراب في باب التدليس. وعبد الله بن عبد الله ذكره الحافظ في التعجيل ص ١٥٢ ولم يذكر فيه إلا توثيق ابن حبان فهو على هذا مجهول والحديث ضعيف من أجله ومن أجل ما تقدم في ابن إسحاق.
* تنبيهات:
الأول: وقع عند الطحاوى "عبد الله بن عبد الله بن حبيب" بالحاء صوابه بالخاء المعجمة.
الثانى: وقع عند ابن خزيمة "زيد بن أبى حبيب" صوابه: "يزيد" بزيادة الياء.
الثالث: وقع عند ابن أبى شيبة في المصنف "عبد الله بن أنس" صوابه: "أنيس" مصغرًا.
* وأما رواية أبى بكر بن حزم عنه:
ففي أحمد ٣/ ٤٩٥ والطحاوى ٣/ ٨٦ والطبراني في الكبير المفقود منه ص ٨١:
من طريق يزيد بن الهاد عن أبى بكر بن حزم عن عبد الله بن أنيس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم وسألوه عن ليلة يتراءونها في رمضان قال: "ليلة ثلاث وعشرين". والسياق لأحمد.