كلمة سبقت من ربّك وأجل مسمّى، وهو الأجل الذي قدّر الله تعالى بقاء العالم وأهله إلى انقضائه، لكان العذاب لزاما: أي لازما لهم كما لزم الأمم التي قبلهم.
فإن قيل: أصحاب الصراط السويّ والمهتدون واحد، فما الحكمة من التكرار في قوله تعالى: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥) ؟
قلنا: المراد بأصحاب الصراط السويّ، السالكون الصراط المستقيم، السائرون عليه والمراد بالمهتدين الواصلون إلى المنزل. وقيل أصحاب الصراط السويّ، هم الذين ما زالوا على الصراط المستقيم والمهتدون هم الذين لم يكونوا على الطريق المستقيم، ثمّ صاروا عليه. وقيل المراد بأصحاب الصراط السّويّ، أهل دين الحقّ في الدنيا والمراد بمن اهتدى، المهتدون إلى طريق الجنة في العقبي فكأنه سبحانه قال: فستعلمون من المحقّ في الدنيا، والفائز في الاخرة.