للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التاسع والخمسون بعد المائتين] :

إذا القنبضات السّود طوّفن بالضّحى ... رقدن عليهنّ الحجال المسجّف

و (القنبض) : القصير. وقال آخر «١» [من الطويل وهو الشاهد الستون بعد المائتين] :

وإنّ امرأ أهدى إليك ودونه ... من الأرض موماة وبيداء خيفق «٢»

لمحقوقة أن تستجيبي لصوته وأن تعلمي أنّ المعان موفّق «٣» فأنّث. والمحقوق هو المرء. وانما أنث لقوله «أن تستجيبي لصوته» ويقولون: «بنات عرس» و «بنات نعش» و «بنو نعش» وقالت امرأة من العرب «أنا امرؤ لا أحبّ الشرّ» . وذكر لرؤبة رجل فقال «كان أحد بنات مساجد الله» كأنه جعله حصاة. وقال تعالى: نَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ

[الآية ١٦] وهذا يشبه ان يكون مثل «العدوّ» وتقول «هما عدوّ لي» .

وقال تعالى: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ [الآية ٢٢] فيقال هذا استفهام كأنّه قال «أو تلك نعمة» ، ثم جاء التفسير بقوله تعالى: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ [الآية ٢٢] وجعله بدلا من النعمة.

وقال: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ [الآية ٧٢] أي: «هل يسمعون منكم» أو «هل يسمعون دعاءكم» . فحذف «الدعاء» كما قال الشاعر «٤» [من البسيط وهو الشاهد الحادي والستون بعد المائتين] :

القائد الخيل منكوبا دوابرها ... قد أحكمت حكمات القدّ والأبقا «٥»

يريد: أحكمت حكمات الأبق.

فحذف «حكمات» وأقام «الأبق»


(١) . هو الأعشى ميمون. الصبح المنير ١٤٩ ومجاز القرآن ١: ٢٤٤ و ٢: ٣٩ و ٤٧.
(٢) . في الديوان «أسرى» بدل «أهدى» و «فياف تنوفات» بدل من «الأرض موماة» وفي الإنصاف ١: ٤٣ «أسرى» أيضا.
وفي مجاز القرآن ١: ٢٤٤ «بهماء» بدل «بيداء» . وفي مجاز القرآن ٢: ٤٧ «سملق» بدل «خيفق» .
(٣) . في الإنصاف ١: ٤٢ «دعاءه» بدل «لصوته» .
(٤) . هو زهير بن ابي سلمى المزني. ديوانه ٤٩، والتهذيب ٩: ٣٥٥ «ابق» ، والصحاح واللسان «أبق» و «حكم» .
«وزهم» .
(٥) . البيت بهذه الصيغة في المصادر السابقة، وهناك بيت آخر لزهير أيضا في ديوانه ٤٤ و ١٥٣، والكامل ٢: ٦٠٨، واللسان والصحاح «حكم» و «زهم» صدر كصدره أما عجزه فهو: «منها الشنون ومنها الزاهق الزهم» .