للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما ينسب إلى المجنون قوله «١» :

لئن كان يهدى برد أنيابها العلى ... لأفقر منّي، إنّني لفقير

وإذا عدنا إلى عصر بني العباس وجدنا ابن الرومي يتّبع الأسلوب الفصيح، فيقول مادحا أحمد بن ثوابة «٢» :

لعمري لئن حاسبتني في مثوبتي ... بخفضي، لقد أجريت عادة حاسب

وقال من قصيدة في الحسن بن عبيد بن سليمان «٣» :

أقسمت حقا: لئن طابت ثمارهم، ... لقد سرى عرفهم في أكرم التّرب

وقال أيضا من قصيدة يرثي بها يحيى بن عمر «٤» :

لئن لم تكن بالهاشميين عاهة ... لما شكّكم، تالله، إلا المعلهج

على أننا نجد البحتري قد جرى على الأسلوب الفصيح كما جرى على خلافه، فقد قال من قصيدة يمدح بها الفتح بن خاقان «٥» :

فلئن جحدت عظيم ما أوليتني ... إنّي إذا واهي الوفاء ضعيفه

وقال أيضا من قصيدة يمدح بها الخليفة المتوكل «٦» :

لئن أضحت محلّتنا عراقا ... مشرّقة وحلّتها شآما

فلم أحدث لها إلّا ودادا ... ولم أزدد بها إلّا غراما

وقد جرى الشريف الرضي على الأسلوب الذي استحدث خطأ، فجرى عليه الكثير من المعربين.

قال الشريف من قصيدة يمدح بها أباه ويهنئه بعيد الأضحى «٧» :

لئن أبغضت منّي شيب رأسي، ... فإنّي مبغض منك الشبابا


(١) . «شروح سقط الزند» ٣/ ١٠٤٢.
(٢) . «ديوان ابن الرومي» (ط. دار إحياء التراث، بيروت) ص: ٢٧٦. [.....]
(٣) . «ديوان ابن الرومي» (تحقيق حسين نصار) ١/ ١٩٢.
(٤) . المصدر السابق ٢/ ٤٩٨.
(٥) . «ديوان البحتري» (دار القاموس الحديث، بيروت) ص: ٤٢.
(٦) . المصدر السابق ص ١٨.
(٧) . «ديوان الشريف» (مطبعة نخبة الأخبار) ص: ٤٢.