وتبشّرنا بحسن العاقبة متى اتّبعنا الرسل الذين أرسلهم الله لهدايتنا ثمّ تسوق لنا، في بضع آيات، عاقبة المكذبين لرسل الله، وكيف أن كلّ أمّة من أمم الكفر، عند ما تقف بين يدي الله للحساب، فإنها تلعن أختها.
وفي أواخر هذا الرّبع، وأوائل الرّبع الثالث منها، نراها تسوق لنا تلك المحاورات التي تدور بين أصحاب الجنة وأصحاب النار، وتحكي لنا ما يحصل بينهم من نداءات ومجادلات، تنتهي بأن يقول أصحاب النار لأصحاب الجنة على سبيل التذلل والتوسل، كما ورد في التنزيل:
وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) . فيجيبهم أصحاب الجنة كما ورد في التنزيل أيضا:
ثم تسوق لنا السورة بعد ذلك جانبا من مظاهر نعم الله على خلقه، وتدعونا إلى شكره عليها لكي يزيدنا من فضله.
وفي الرّبع الرابع منها، وفي أواخر الثالث تحدثنا عن قصة نوح مع قومه.
ثمّ عن قصّة هود مع قومه، ثمّ عن قصة صالح مع قومه. ثمّ عن قصة لوط مع قومه، ثمّ عن قصّة شعيب مع قومه، ولقد ساقت لنا، خلال حديثها عن هؤلاء الأنبياء مع أقوامهم، من العبر والعظات، ما يهدي القلوب، ويشفي الصدور، ويحمل العقلاء على الاستجابة لهدى الأنبياء والمرسلين.