بيّنت لنا سنن الله في خلقه، ومن مظاهر هذه السنن أنه- سبحانه- لا يعاقب قوما إلا بعد الابتلاء والاختبار وأنّ الناس لو آمنوا واتقوا لفتح- سبحانه- عليهم بركات من السماء والأرض وأن الذين يأمنون مكر خالقهم، هم القوم الخاسرون.
ثم عقبت على ذلك، ببيان أن الله تعالى قد ساق قصص السابقين للعظة والاعتبار.
ثم أسهبت السورة في الحديث عن قصة موسى (ع) فقصّت علينا في زهاء سبعين آية، استغرقت الربع السادس والسابع والثامن، ما دار بينه وبين فرعون من محاولات ومناقشات، وما حصل بينه وبين السّحرة من مجادلات ومساجلات انتهت بأن قال السحرة كما روى القرآن حكاية عنهم:
ثم حكت لنا ما لقيه موسى من قومه بني إسرائيل من تكذيب وجهالات، ممّا يدلّ على أصالتهم في التمرد والعصيان، وعراقتهم في الكفر والطغيان.
وفي الرّبع التاسع منها، حدّثتنا عن العهد الذي أخذه الله على البشر بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثمّ حدثتنا عن التفكير والتدبير في ملكوت السماوات والأرض، وبينت لنا أن موعد قيام الساعة لا يعلمه سوى علّام الغيوب، وأن الرسل الكرام وظيفتهم تبليغ رسالات الله، ثم هم بعد ذلك لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا.
أما في الربع العاشر والأخير، فقد اهتمّت السورة الكريمة بإقامة الأدلة على وحدانية الله، وأنكرت على المشركين شركهم، ودعت الناس إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم: