للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصفوة، مثلثة الصاد، خيار كل شيء.

وقد كان مع الاختيار في الآية الإيثار، وما أرى ذلك إلا من استعمال الخافض «على» . وقد جاء الاصطفاء بمعنى الاختيار مع الإيثار، باستعمال الخافض في عدة آيات هي:

قال تعالى: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) [الصافات] .

وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (٤٢) [آل عمران] .

قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ [البقرة: ٢٤٧] .

ونجد هذا الفعل بمعنى الاختيار دون الإيثار، وذلك لخلوّ الآيات من حرف الخفض «على» كما في قوله تعالى:

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ [آل عمران: ٤٢] .

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ [البقرة:

١٣٢] .

قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى [النمل: ٥٩] .

لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ [الزمر: ٤] .

ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا [فاطر: ٣٢] .

وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا [البقرة:

١٣٠] .

اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ [الحج: ٧٥] .

وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (٤٧) [ص] .

٣١- وقال تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩) .

والمعنى: ولما اشتدّ ندمهم وحسرتهم على عبادة العجل، لأنّ من اشتدّ ندمه وحسرته، يعضّ يده غمّا، فتصير يده مسقوطا فيها.

أقول: وسقط في أيديهم بمعنى وقع البلاء في أيديهم، أي: وجدوه وجدان من يده فيه، يقال ذلك للنادم عند ما يجده مما كان خفي عليه، ويقال:

سقط في يده وأسقط، وبغير الألف أفصح.

وقيل، معناه: صار الذي كان يضربه، ملقّى في يده.

أقول: وهذا من جملة أفعال جاءت