«ابن أمّ» ، منادى حذفت منه أداة النداء، وقرئ بالفتح تشبيها بخمسة عشر، وبالكسر على طرح ياء الإضافة وابن أمي بالياء، وابن إمّ بكسر الهمزة والميم.
أقول: قولهم تشبيها بخمسة عشر، أرادوا بها أن «ابن» و «أم» ، قد اتّحدا بالإضافة، فكأنّهما ركّبا تركيبا لازما وقد جرت العربية في المركّبات على تحريكهما بالفتح نحو: بين بين، وصباح مساء، وبيت بيت، وبابا بابا، وهرج مرج، وشذر مذر وغير ذلك.
ولا أريد أن أقول كما قال الأقدمون: إنّهم اختاروا الفتحة لخفّتها، ولكن أقول: كذا درجوا عليه، وكذا وردت لغتهم.
والمعنى: من قومه سبعين رجلا، فحذف الجار، فأوصل الفعل إلى الاسم، كقوله:
ومنّا الذي اختير الرجال سماحة وجودا إذا هبّ الرّياح الزعازع أي: ومنّا الذي اختاره الناس من بين الرجال، ف «الرجال» نصب على نزع الخافض. أقول: إن مسألة نزع الخافض يمكن أن نفسر بها مجيء الأفعال اللازمة التي تأتي متعدية أيضا، فقولهم: التقاه لا بد أن يكون أصله